كلمة المحرر
أبناء
"سويسرا" الصليبيين
ردّدت
وسائلُ الإعلام المقروءة والمرئيّة والمسموعة مُؤَخَّرًا أنباءَ حظر "سويسرا"
بناء مئذنة في مسجد، واتخاذِها لقرار الحظر، بناء على موافقة 75,5٪ من
السويسريين على الحظر، الذين لم يكونوا صادرين في هذه الموافقة عن انزعاجهم وتضايقهم
بكثرة المآذن في بلادهم، وإنما كانوا صادرين عن الكراهية الشديدة للإسلام، التي
شملت الآن الغربَ كلَّه وليس السويسريّـين وحدهم، والتي أثارتها الصهيونيَّة
العالميّة الحاقدة التي تطعّمت منذ سنوات بالصليبيّة الحاقدة، وكلتاهما تكاتفتا
على استهداف الإسلام في كل مكان حتى في عقر داره، ولاسيّما في ديار الغرب التي
تريانها ديارَ المسيحيّة واليهودية وحدهما؛ ومن ثم تسعيان حثيثًا على التخلص من
المسلمين ومحاصرة الإسلام في جميع أقطارها.
وقد
صَرَّحَ عددٌ من الصحفيين الإسلاميّين أنّ ما جرى في "سويسرا"
يُشَكِّل في الواقع فاتحةً لحملة جديدة مُكَثَّفَة لتقنين مطاردة الإسلام في ديار
الغرب، والتضييق على المسلمين وإرغامهم قانونيًّا على الخروج منها؛ لأنّ المتطرفين
من أبناء "سويسرا"
الصليبيين، أَصَرُّوا على إجراء الاستفتاء بين الشعب السويسري للمنع عن بناء
المآذن، رغم أنّ الحكومة والبرلمان رَفَضَا تنظيمه على أساس أنّه انتهاك للدستور،
ومبدء الحريّة الدينيّة، وحريّة التعبير، والتقليد السويسريّ العريق في تحمّل
الرأي الآخر والمعتقدات الأخرى؛ لكن االمنظمات المسيحيّة المتبنّية للروح الصليبية
المتطرفة تبنّت الموضوعَ، وأيّدها حزبُ الشعب السويسريّ اليمينيّ المتشدّد – وهو
أكبر أحزاب البرلمان – وتمّ تنظيم الاستفتاء يوم الثلاثاء 1/12/2009م .
والأمرُ
لا يتوقّف على الحظر على بناء المآذن والمساجد في أوربّا، وإنّما التحضير الآن على
قدم وساق لاتخاذ خطوات ضدّ الحجاب والشعائر الإسلاميّة الأخرى؛ لأنّ جميع
الإجراءات المتشدّدة ضد الإسلام والمسلمين في العالم اليوم تتمّ عن طريق اللّوبي
الصهيونيّ الذي يقف خلفَ كلّ منها بشكل أو بآخر. والعالم المسيحي اليوم تتحكّم فيه
الصهيونيّة مباشرة بمكائدها الشريرة، ودسائسها الشيطانيّة؛ فما قامت به أمريكا –
ولا تزال – من افتعال و تفعيل قضيّة الإرهاب، وتخريج "إرهابيين"
بخطواتها الإجراميّة، واستهداف الإسلام والمسلمين وكل البلاد الإسلاميّة والعربيّة
من خلالها، إنّما كان عن تخطيط وتنفيذ صهيوني؛ لأن الغرب – بما فيه أمريكا –
مُدَارٌ اليوم من قِبَل الصهيونيّة التي سَخَّرت المسيحيّة وعبّدتها واستخدمتها –
و لا تزال – كما تشاء .
من
ثم استجابت عدد من دول أوربّا لما أملت عليها الصهيونيّة؛ فبعد الاستفتاء السويسري
بأيّام نشرت صحيفةُ "لوفيجار"
الفرنسيّة أن 41٪ من الفرنسيين يعارضون بناء مساجد في فرنسا، وأن 46٪
منهم يؤيدون منع المآذن. وكذلك شهدت مدينة "نوتنجهام"
الإنجليزيّة يوم السبت: 5/12/2009م مظاهرة مناهضة للإسلام شارك فيها نحو 500 من
الإنجليز .
وذلك
كُلُّه محاولةٌ يائسةٌ لمحاصرة الإسلام ومطاردة المسلمين، وكأن الغرب بعدما ثار
على كنيسته، وصار كثير من أبنائه علمانيّين ملحدين يودّ أن يجعل العالم يثور على
دين الله الأخير: الإسلام؛ ولكن ذلك لن يكون ولو كان بعضُهم لبعض ظهيرًا . [التحرير]
(تحريرًا في
الساعة 12 من ضحى يوم الأحد : 9/محرم1431هـ =
27/ ديسمبر 2009م)
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، محرم – صفر 1431 هـ = ديسمبر 2009 م ، يناير – فبراير 2010م ، العدد : 1-2 ،
السنة : 34